سـفــرى بعـيـد |
| | |
سفرى بعيد وزادى لن يبلغنى | ** | وقوتى ضعفت والموت يطلبنى |
ولى بقايا ذنوب لست أعلمها | ** | الله يعلمها فى السر والعلن |
وأنا الذى أغلق الأبواب مجتهدا" | ** | على المعاصى وعين الله تنظرنى |
ما أحلم الله عنى حيث أمهلنى | ** | وقد تماديت فى ذنبى ويسترنى |
كأننى بين تلك الأهل منطرحا" | ** | على الفراش وأيديهم تقلبنى |
وقد أتوا بطبيب كى يعالجنى | ** | ولم أرى الطبيب اليوم ينفعنى |
واشتد نزعى وصار الموت يجذبها | ** | من كل عرق بلا رفق ولا هون |
كأننى وحولى من ينوح ومن | ** | يبكى علىّ وينعانى ويندبنى |
وقام من كان أحب الناس فى عجل | ** | نحو المغسل يأتينى يغسلنى |
فجاءنى رجلا" منهم فجردنى | ** | من الثياب وأعرانى وأفردنى |
وأودعونى على الألواح منطرحا" | ** | وصار فوقى خرير الماء ينظفنى |
فأسكب الماء من فوقى وغسّلنى | ** | غسلا" ثلاثا" ونادى القوم بالكفن |
وحمّلونى على الأكتاف أربعهُُ | ** | من الرجال وخلفى من يشيعنى |
وقدّمونى إلى المحراب وأنصرفوا | ** | خلف الإمام فصلى ثم ودعنى |
صلوا علىّ صلاة لا ركوع لها | ** | ولا سجود لعل الله يرحمنى |
وأنزلونى إلى قبرى على مهلٍ | ** | وقدّموا واحدا" منهم يُلحّدنى |
فكشف الثوب عن وجهى لينظرنى | ** | فأسكب الدمع من عينيه أغرقنى |
وقال هُلوا عليه التراب وأغتنموا | ** | حُسن الثواب من الرحمن ذى المنن |
يا نفس كُفىِ عن العصيان واكتسبى | ** | فعلا" جميلا" لعل الله يرحمنى |
هذه الأبيات قالها فى النزع الأخير ( زين العابدين الحسين بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب) |
|